كيف توقف انشغالك من خلال اليقظة الذهنية؟

يعيش معظمنا حياةً مكتظَّة بالعمل، وربما نكون مشغولين للغاية، وقد نكون على درايةٍ بمدى انشغالنا ولسنا مرتاحين لهذه الحالة، ولكن ما لم نفعل شيئاً لوقف هذا الكمِّ الهائلِ من العمل أو النشاطات التي نقوم بها، وما لم نمنح أنفسنا وقتاً كافياً من الراحة والاسترخاء، سندخل في دوامة من العمل والانشغال وقد لا نعرف كيفية الخروج منها.



تساعدنا اليقظة الذهنية، والتي تعني الحضور في اللحظة الراهنة بوعيٍ كاملٍ، على أن نكون أكثر وعياً بما نقوم به، وعندما نجد أنفسنا مثقلين بالأعباء، أو متوترين بسبب كثرة انشغالنا، فإنَّنا ندخل في اللحظة الحالية بوضوح، ونقرر أنَّنا بحاجة إلى التوقف، أو إلى إجراء تغيير في حياتنا يكون أكثر ملاءمة بالنسبة إلينا.

إليك فيما يأتي كيفية استثمار اليقظة الذهنية عندما تجد نفسك مشغولاً للغاية:

  1. محاولة إدراك اللحظة التي تشعر بها بالتعب أو أنَّك تعمل أكثر مما هو مطلوب.
  2. عدم الاستسلام لعبارات مثل: "لا بأس" أو "يجب أن أفعل هذا"، ولكن بدلاً من ذلك حافظ على وعيك بشأن ما تشعر به.
  3. طرح أسئلة مثل "هل أعمل أكثر من اللازم؟"، أو "هل يمكنني فعل أقل مما أفعله؟"، أو "هل أحقق التوازن في حياتي بين العمل ووقت الراحة؟".
  4. الإصغاء الجيد لإجاباتك ومحاولة أن تدرك كل ما تشعر به.
  5. تخصيص بعض الوقت في يومك لتكون حاضر الذهن فقط.
  6. الجلوس في مكان هادئ مثل الشاطئ أو الحديقة، أو إذا كنت في العمل، يمكنك الجلوس إلى مكتبك أو في سيارتك وعينيك مغمضتين لبضع دقائق.
  7. إدراك لحظة خروجك من وقت الراحة أو عدم قيامك بأي فعل، وما تقوله لنفسك.
  8. التركيز على وعيك وأنفاسك، ومحاولة التنفس العميق إذا بدأت تشعر بالقلق أو التوتر بشأن ما عليك القيام به، وبدأ تأثير هذا التوتر يظهر على جسدك.
  9. الانتباه عندما تبدأ بمتابعة قائمة مهامك في رأسك.
  10. اعتياد ممارسة تدوين "قائمة مهامك"، وتقسيمها إلى عمودين، أحدهما للمهام التي عليك القيام بها، والآخر تخصِّص فيه وقتاً لنفسك.
  11. التحقق في نهاية يومك ومشاهدة مدى توازنه، وإذا كان عمود "المهام المطلوب تنفيذها" طويلاً جداً، وعمود "الوقت الذي تقضيه مع ذاتك" ليس طويلاً بما يكفي، فابذل جهداً لإضافة الوقت إليه كلما أمكن طوال الأسبوع، أو خصص وقتاً أو يوماً كاملاً فقط تقضيه مع ذاتك.

اليقظة الذهنية ميزة ثمينة يتمتع بها كل منا، ولكنَّنا لا نستخدمها؛ فكلما مارسناها أكثر، جنينا مزيداً من فوائدها، وكأيِّ عضلة في الجسم، كلما مرنتها أكثر، زادت قوتها.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات لممارسة تأملات اليقظة الذهنية

مارِس اليقظة يومياً:

ليس عليك الانتظار حتى ينتابك القلق أو التوتر ليبدأ التأثير في عقلك وجسدك، فهذا ما يحدث عادة بعد أن يشعر الناس بخطب ما، أو يعترفوا بأنَّ حياتهم غير متوازنة، فإذا كنت تمارس اليقظة يومياً، سوف تزيد من وعيك بحيث أنَّك عندما تبدأ في الشعور بالتعب، أو أنَّك لست على ما يرام تماماً، ستدرك ذلك، وبدلاً من تجاهُل هذا الشعور، ستتصرف بناءً عليه على الفور، حتى لو كان ذلك يعني قضاء بضع دقائق في الجلوس بهدوء وعدم القيام بأي شيء سوى التركيز على أنفاسك، فأنت ترسل رسالة هامة إلى عقلك وجسدك وروحك بأنَّك تمنح نفسك الرعاية الذاتية الكاملة حتى تحقق الراحة النفسية.

أن تكون مشغولاً أمرٌ جيد، لكنَّ الانشغال إلى درجة التوتر أو القلق أو الاستنزاف ليس شعوراً جيداً، لذلك ستبقيك اليقظة الذهنية مركزاً على اللحظة الحالية، ففي اللحظة التي تنساق فيها وراء عادات التفكير أو السلوك القديمة، والتي قد تعني الإفراط في العمل، أو القيام بأي شيء غير ضروري، تركز اليقظة الذهنية انتباهك على الخلل الذي تحتاج إلى الاعتراف به، وستجد نفسك تتعامَل معه بسرعة.

إقرأ أيضاً: الخطوة الأولى في طريق الوصول إلى اليقظة الذهنية

في الختام:

إنَّ تخصيص بعض الوقت لذاتك لا يتعلَّق فقط بتحقيق التوازن، بل يتعلَّق أيضاً بحب الذات، وأنت تستحق ذلك.




مقالات مرتبطة